Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 51: أحد النسبة
العدد 51: أحد النسبة Print Email
Sunday, 18 December 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 18 كانون الأول 2011 العدد 51     

الأحد قبل الميلاد / أحد النسبة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

أحد النسبة

هو أحد نَسَب الرب يسوع، ويعني متّى بذلك منذ مطلع إنجيله تحدّره من إبراهيم وداود، ويأتي تتابع اسماء آباء السيد على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى من إبراهيم إلى داود، والثانية من داود إلى جلاء بابل أو سبي بابل، والثالثة من جلاء بابل إلى المسيح.  بعد هذا تأتي القراءة على حادثة الميلاد نفسها. لوقا أتى في النَسَب الذي رواه بأسماء أكثر، وهي أقرب إلى التتابع الوارد في العهد القديم. يبدو أن متى استند إلى مرجع كان شائعًا في أيامه.

همّ متّى التركيز على أن السيد متحدّر من داود. هذا الاعتقاد كان شائعًا عند اليهود ستين سنة بعد قيامة المخلّص. هناك في النَسَب نساء معظمهنّ سيئات السلوك، وإحداهن أجنبية الأصل. غالبًا أراد متّى أن يقول ان يسوع ينحدر من البشرية كما هي في خطاياها وهو الذي يُطهّرها.

هناك أربعة عشر اسمًا في الفئتين الأُوليتين، وثلاثة عشر فقط في الثالثة. يمكن التفكير أن 14 التي يذكُرها متّى في كل فئة هي رمز داود (في اللغة العبرية تُكتب “دال واو دال”، وكل دال رقمها 4، وواو رقمها 6، مما يساوي 14).

أمّا الميلاد فقد رواه متّى. كانت مريم مخطوبة ما يعني أنها نظريًا أو قانونيًا زوجته ولكن فعليا لا يحصل الزواج إلا عندما تُزفّ البنت بحيث يأخذها الرجل الى بيته. ما يؤكده متى بوضوح أن يسوع لم يكن له أب جسديّ. بتولية مريم في ميلادها يسوع واردة عند متى ولوقا فقط. هذا كافٍ لاعتماد المسيحيين الأوائل هذه البتولية ثابتة. عدم ذكْر البتولية عند الإنجيليين الآخرين يمكن اعتباره أن شيوع الاعتقاد ببتوليتها يُغنيهم عن ذكر حالة البتولية التي كان الجميع آخذين بها.

“ويُدعى اسمُه يسوع لأنه يُخلّص شعبه من خطاياهم”. بالعبريّة “يسوع” هو “يهوشع” الذي يعني أن “الله يُخلّص”. اللاهوت اليهودي يقول ان زمن المسيح هو زمن انتهاء الخطيئة.

كلمة عذراء التي يُطلقها متى مأخوذة من إشعياء 7: 14 في الترجمة اليونانية للعهد القديم، ولا شك أن النص الذي كان في يدي متّى لما كتب إنجيله في أنطاكية حول السنة 80 كان النص اليونانيّ. وفي الواقع ما سُمّي يسوعُ “عمانوئيل” في التسمية المسيحية، ولكنّ “عمّانوئيل” نعتٌ للمسيح وأعماله.

“ولم يعرفها حتى وَلدت ابنَها البكر”. عبارة “لم يعرفها” بالرجوع إلى استعمال كلمة “عَرَف” تعني أنه لم يكن له معها اتّصال في الحبَل، أي ينفي صلة الجنس بينهما قبل ميلاد المخلّص، ولكنه لا يوحي أبدًا من الناحية اللغوية أن اتصالاً تم في ما بعد. أمّا “ابنها البِكْر” قد زيدت غالبًا من كون المسيح مُسمّى عند بولس “البكر من بين الأموات”. أما “إخوة يسوع” فلا تعني بالضرورة أن السيد كان عنده إخوة في الجسد، فلفظة “إخوة” في اللغة العبرية تعني أنسباء (أولاد خال أو خالة أو عمّ أو عمّة).

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 9:11-10و 32-40

يا إخوة بالإيمان نزل إبراهيم في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وسكن في خيام مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنه انتظر المدينة ذات الأُسس التي اللهُ صانعُها وبارئُها. وماذا أقول أيـضا؟ إنه يضيـق بي الوقت إن أَخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيـل والأنبياء الذين بالإيمان هزموا الممالك وعملوا البِرّ ونالوا المواعد وسـدّوا أفواه الأسـود وأطفأوا حدّة النار ونجَوا من حَدّ السيف وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأَخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهُزء والجَلْد والقيود ايضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بالايمان، لم ينـالوا المواعد، لأن الله سبـق فنظر لنا شيئا أفضل، أن لا يَكمُلوا بدوننا.

الإنجيل: متى 1:1-25

كتاب ميلاد يسوع المسيـح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم وَلدَ إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوتـه، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عميناداب وعمينـاداب ولـد نحشـون ونحشـون ولـد سلمـون وسلمون ولد بوعـز من راحاب وبوعـز ولد عـوبيد من راعوث وعوبيـد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأُريّا وسليمان ولـد رحبعـام ورحبعـام ولد أَبيـّا وأبيـّا ولد آسـا وآسا ولـد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعزّيا ولد يوتام ويوتام ولـد آحاز وآحاز ولد حزقيّا وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيـا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولـد آخيم وآخيم ولد ألِيهود وألِيهود ولـد ألِعازار وألِعـازر ولد متّان ومتّـان ولد يعقـوب ويعـقـوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح. فكل الأجيال من إبراهيم الى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود الى جلاء بابل أربعة عشر جيلا، ومن جلاء بابل الى المسيح أربعة عشر جيلا. اما مولد يسوع المـسيح فكان هكذا: لـما خُطبت مريم أُمّه ليوسف، وُجدت من قبْل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلُها صدّيقا ولم يُرِد ان يُشْهِرها، همّ بتخليتها سـرّا. وفيما هو مفتـكر في ذلك اذا بملاك الرب ظهر له في الحلم قائلا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم، فإن المولود فيها إنما هو من الروح القدس. وستـلد ابنا فتسمّيه يســوع، فإنه هو يُخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كله ليتمّ ما قيل من الرب بالنبيّ القائل: ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره اللهُ معنا). فلما نهض يوسف من النوم صنع كما أمره ملاك الرب، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتى وَلدت ابنها البِكْر وسَمّاه يسوع.

“ولم يَعرفها حتّى...

يقول بعض المشكّكين والمتهاونين، استنادًا إلى الآية الأخيرة من الإنجيل الذي نقرأه اليوم الأحد الذي قبل عيد الميلاد، “ولم يعرفها حتّى ولدت ابنها البكر وسمّاه يسوع”، بأنّ يوسف قد عرف مريم بعد ذلك معرفة الزوجين أحدهما الآخر. وهؤلاء يجزمون بأنّ علاقة مريم بيوسف بعد أن ولدت المسيح كانت علاقة زوجيّة كاملة كما تكون العلاقة بين كلّ زوج من البشر. أمّا الكنيسة، بناءً على الكتاب المقدّس والتراث الآبائيّ، فترفض هذا التشكيك وتؤكّد على كون مريم “دائمة البتوليّة” قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة.

يعتمد المشكّكون في اعتقادهم أنّ بتوليّة مريم تنتهي بعد ولادة المسيح على كون لفظ “حتّى” الواردة في الآية تفيد أنّ ما قبل الولادة يختلف عمّا بعدها. ولكن الآية، استنادًا إلى مقاطع أخرى من الكتاب المقدّس، هي توضيح فقط لما حدث قبل الولادة، أي إنّ يوسف لم يعرف مريم قبل ولادتها يسوع وإنّ يسوع وُلد من دون تدخّل رجل. ولكنّ الآية لا تعني مطلقًا أنّه عرفها بعد ذلك. ولنا في الكتاب المقدّس أمثلة عديدة استُعمل فيها التعبير ذاته كما ورد في سفر صموئيل الثاني عن ميكال ابنة شاول: “ولم تلد ميكال ابنةُ شاول ولدًا حتّى ماتت” (6-23). فهل يعني ذلك أنّها ولدت ولدًا بعد موتها؟!

في هذا السياق عينه يؤكّد القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407) أنّ القدّيس متّى الإنجيليّ استعمل لفظ “حتّى” لا ليحسب أحدٌ أنّ يوسف قد عرف مريم بعد ذلك، “بل ليُعلمكم أنّ العذراء قبل الولادة لم يمسُسها بَشَر”. أمّا استعمال الإنجيليّ لفظ “حتّى” فيراه الذهبيّ الفم أمرًا عاديًّا، “فمن عادة الكتاب المقدّس أن يفعل هذا، وأن يستعمل هذا التعبير بدون الإشارة إلى أزمنة محدّدة”. ثمّ يورد الذهبيّ الفم حججًا من العهد القديم تدعم رأيه، ففي قصّة سفينة نوح قيل: “وأَرسل نوح الغراب فخرج متردّدًا حتّى جفّت المياه عن الأرض" (تكوين 8: 7)، ولم يعد الغراب بعد ذلك الوقت. ويخلُص الذهبيّ الفم إلى القول إنّ مريم بعد أن صارت أُمًّا، "لم يحتمل ذلك الإنسانُ الصِدّيق (يوسف) أن يعرفها”.

كما ورد في نصّ قديم كاتبه مجهول أنّ يوسف لم يعرف مريم معرفة الزوج لزوجته بعد أن عرف عظمة السرّ الإلهيّ الذي عاينه بحبل مريم وولادتها يسوع. هذا النصّ الرائع يقول: “مَن كان العالم غير قادر على أن يسعه أو غير جدير بأن يقبله، استطاعت مريم وحدها أن تسعه في غرفة رحمها الصغيرة. ورأى يوسف أنّه يجب أن تبقى عذراء بعد الولادة. إنّه رأى النجم السرّيّ متألّقًا فوق رأس الطفل ودالاًّ المجوس عليه. وقف على انفراد شاهدًا له وقد خانته الكلمات. ثمّ رأى المجوس يسجدون له مقدّمين له هداياهم النفيسة المقدّسة. سمعهم يصفون كيف جاؤوا من المشرق إلى أورشليم، مهتدين بالنجم. لقد أظهرت ولادته التي لا تضاهى والفائقة كلّ الولادات البشريّة أُلوهة الطفل المولود وأَثبتت ليوسف كرامة مريم الوالدة”. ثمّ يؤكّد الكاتب على أنّ يوسف قد عرف مريم حقّ المعرفة، أي عرف أنّ الربّ اختارها لتكميل تدبيره الخلاصيّ عبر ولادتها الربّ يسوع بالجسد. هذه هي المعرفة المقصودة بالآية وليس سواها.

أمّا بالنسبة إلى قول الآية “ابنها البكر”، فيعتبر بعض المشكّكين أنّ هذا التعبير يعني أنّ مريم قد أنجبت إخوة ليسوع بعد أن ولدته. غير أنّ لفظ “البكر” لا يعني البتّة حتميّة أن يكون ليسوع إخوة أشقّاء أصغر منه. فالبكر، في عُرف اللغة والكتاب المقدس، هو الولد الذي لم يولد قبله آخر، سواء وُلد بعده سواه أَم لم يولد. ولذلك يسمّيه الكتاب المقدّس تارةً “البكر” وطورًا “فاتح رحم”. والكتاب المقدّس يحرص على الاحتفاظ بتسمية “فاتح رحم” حتّى وإنْ لم يعقبه أخ أو إخوة، لأنّ الشريعة كانت تفرض عليه واجبات خاصّة: “إنّ كلّ ذَكَر فاتح رحم يكون مُقدّسًا للرب”، ولا بدّ من تقدمته للربّ (لوقا 2: 22-23). ولذلك كان واجبًا أن يخضع يسوع للشريعة فيقدّمه أبواه للربّ ويفتدياه بزوجَي يمام أو فرخَي حمام (لوقا 2: 24(.

وتنتهي الآية بالقول إنّ يوسف “سمّاه يسوع”. يتساءل القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم لماذا سمّى يوسف الطفل “يسوع”، لا “عمّانوئيل” وفق ما ورد في الآية: “ليتمّ ما قيل من الربّ بالنبيّ القائل: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا”؟ ويجيب هو نفسه قائلاً إنّ الملاك لم يقل ليوسف “ستدعو اسمه” بل قال له “يدعى اسمه”، أي “أنّ الشعب هو الذي يدعو اسمه عمّانوئيل”. هنا، يؤكّد الذهبيّ الفمّ أنّ الشعب بعد أن عاين الأحداث الخلاصيّة التي أتمّها الربّ يسوع أدرك أنّه هو “عمّانوئيل، أي الله معنا”. لذلك يقول الذهبيّ الفم: “العادة في الكتاب المقدّس أن تحلّ الأحداث محل الأسماء. لهذا فقوله: “يدعى اسمه عمّانوئيل” لا يعني سوى أنّهم سيرون الله بين البشر”، سيرونه إنسانًا تامًّا أتى من أجل خلاصهم.

يتساءل أحد الكتّاب القدماء في تفسيره الآية: “كيف يُجيز المرء لنفسه أن يصدّق أنّه بعد حدوث هذا السرّ العظيم معها وبعد ولادتها الربّ العليّ سيعرفها رجل؟ وكيف نُجيز لأنفسنا أن نزعم أنّه كانت ليوسف، الرجل البارّ، علاقات زوجيّة بمريم بعد ولادتها الربّ؟”. ويجيب هو نفسه قائلاً: “لا يُعقل أن تعرف مريم العذراء والدة الإله رجلاً، بعد أن رأت مجد الربّ، لا في السحاب بل في حشاها العذريّ”.

كيف يجب أن نستقبل عيد ميلاد المسيح؟

للقدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان

يكون الفرح عظيمًا وعدد الجموع كثيرًا حينما يُعيّد لميلاد مَلِك أرضيّ. الجنود والقادة يرتدون أفخر الحُلل ليُسرعوا ويقفوا أمام مليكهم. تعلم الرعية أن سرور الملك يزداد برؤيته الزينة الخاصة، وفرحها الظاهر، فتُضاعف اجتهادها أثناء الحفلة. ولكن الملك كإنسان لا يعرف مكنونات القلوب، فيحكُم بما يشاهده فقط، على مقدار محبة الرعية له. فمن أَحبّ ملكه ارتدى أفخر الثياب. أضِف إلى ذلك أن الملك يوزّع هبات كثيرة على الأمراء والإخوة الصغار. ولذلك يجتهد المقرّبون إليه أن يملأوا الخزائن بالثروات الطائلة ليكون لهم نصيب منها.

هكذا، أيها الإخوة، يستقبل أبناء هذا العصر ميلاد ملكهم الأرضي، بالاستعداد اللائق، ابتغاء شرف وقتيّ. فكيف يجب علينا نحن أن نستقبل يوم ميلاد الملك السماوي الذي لا يعطينا الجائزة المؤقتة فحسب، بل المجد الأبدي، ويجعلنا مستحقّين، لا الشرف من الرئاسة الأرضية التي تنتقل من السلف إلى الخلف، بل الملكوت السماوي الذي لا خلف له. أمّا الوحي الإلهي فيقول عن العطاء المعدّ لنا : "لم تره عين ولا سمعَتْهُ أُذن ولا خطر على قلب بشر ما أَعدّه الله للذين يحبّونه" (1كورنثوس 2: 9). فما هي الحُلل التي نرتديها لنُزيّن نفوسنا؟ إنّ ملك الملوك لا يطلب الحُلل الفاخرة، بل نفوسًا مُخْلصة. لا ينظر إلى زينة الجسد، بل إلى القلوب التي تخدمه. لا يدهش للمعان المنطقة الفانية التي يتمنطق بها على الحقوين، بل يبتهج بالعفاف المصون الذي يتغلّب على كل شهوة مخزية. فلنسرع إلى الملك السماوي متمنطقين بالإيمان متّشحين بالرحمة.

مَن أَحبّ الإله فليُزيّن نفسه بحفظ وصاياه، ليرى إيماننا الحقيقي به، فيُسَرّ بنا كثيرًا، إذ يرى طهارتنا الروحية. فلنصُن قلوبنا بالعفاف قبل كل شيء، ولنُقدّس أرواحنا، ولنستقبل مجيء السيد القدوس المولود من العذراء الفائقة الطهارة. ولنكن نحن عبيدًا أنقياء، لأن من يَظهر دنسًا في ذلك اليوم فهو لا يحترم ميلاد المسيح بل يحضر إلى حفلة السيد بالجسد، وأما روحه فتبقى بعيدة عن المخلّص، لأن الرجس لا يشترك مع القديسين، ولا البخيل مع الكريم الرحيم، ولا الفاسد مع البتوليّ. بل إن دخول غير المستحقّ إلى هذا الاجتماع يستوجب الشتم لوقاحته. كذلك الإنسان المذكور في الإنجيل الذي تجاسر أن يدخل إلى وليمة العرس، وهو غير لابس حلة العرس، في حين أن أحد المتكئين كان يتلألأ بالعدل، والآخر بالإيمان، والثالث بالعفاف، خلافًا له لأنه لم يكن نقيّ الضمير، فنبّه الحاضرين لينفروا منه؛ وكانت تظهر رجاسته كلما اشتد بهاء الصدّيقين المتّكئين في عشاء العرس. لذلك أَمسكه خُدّامُ الملك بيديه ورجليه وذهبوا به وطرحوه في الظلمة الخارجية، لا لأنه كان خاطئًا، بل لأنه خصَّ نفسه بالجائزة المعدّة للأبرار ( متّى 22: 11-13). وعليه لنطهّر ذواتنا من أدران الخطيئة مستقبلين ميلاد سيّدنا، لنملأ خزائنه بالهدايا المتنوعة، ونخفف في ذلك اليوم همّ الحزانى ونعزّي الباكين، فلا يحسُن أن نرى عبيد السيد الواحد، واحدًا مسرورًا مرتديًا حلّة فاخرة، وآخرَ بائسًا يرتدي ثيابا بالية؛ الواحد مفعمًا بألوان الطعام، والآخر يتضوّر جوعًا. وما تأثير صلاتنا حينما نطلب قائلين: نجّنا من الشرير، ونحن لا نريد أن نرحم إخوتنا. فإذا كانت مشيئة الرب تريد أن تُعطي نصيبًا للفقراء في النعمة السماوية، فلماذا لا ندعهم يشتركون معنا في الخيرات الأرضية؟ نعم: لا يجوز للإخوة في الأسرار أن يكونوا غرباء، الواحد عن الآخر، بسبب المقتنيات. إننا نكسب شفعاء لنا لدى السيد عندما نُطعِم على نفقتنا الذين يقدّمون الشكر لله. فإذا مجّد الفقيرُ الله يجلب نفعًا لذاك الذي بإحسانه مجّد الله.

إن الكتاب المقدس يُنذر بالويل الإنسان الذي يكون واسطةً للتجديف على اسم الله، ويَعِدُ بالسلام من يكون سبباً لتمجيد اسم الله. إن المحسن يعطي الحسنات وحده فيتوسل بذلك إلى الله بأفواه عديدة، ويحصل على ما لم يجسر أن يطلبه من الآب السماوي، وينال ما يريده بشفاعة الذين أَحسن إليهم، كما يقول الرسول المغبوط، ممجدًا هذه المساعدة: "بمعونة دُعائكم لنا حتى إنّ كثيرين يؤدّون الشكر على الموهبة التي لنا بواسطة كثيرين" (2كورنثوس 1: 11) وفي محلّ آخر: "حتى يكون قربان الأمم مقبولاً ومقدسًا بالروح القدس" (رومية 16: 15)، آمين.

الأخبار

عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح

يرئس راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس قداس عيد الميلاد صباح الأحد 25 كانون الأول في كنيسة ميلاد السيدة في المنصورية (المتن). تبدأ صلاة السَحَرالساعة 7:30 صباحًا، يليها القداس، ثم يتـقبـّل التهـاني فـي دار المطرانيّـة من الساعة الحادية عشرة والنـصف حتى الواحـدة ظهرًا، ومـن الـرابعة بعد الظهر حتى السابعة مساءً. ويوم الإثنين 26 كانون الأوّل يتقبل التهاني من الساعة العاشرة حتى الواحـدة ظهرًا، ومن الساعة الثالثة بعد الظهر حتى السادسة مساءً.

جولة رعائية لسيادة راعي الأبرشية

جال سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس على عدد من مناطق الأبرشية للاحتفال مع أبنائها بأعياد شفعاء كنائسهم.

ففي صباح الأحد في 4 كانون الأول، أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة القديسة بربارة في بلدة البربارة (جبيل) بحضور عدد غفير من المؤمنين.

وصباح الاثنين في 5 كانـون الأول، كان عيـد القـديس سابـا الذي تحتفـل بـه رعيـة كفـرحــاتــا (الكــورة). فبـعــد القـداس الذي رئسه سيادته، اشترك كل الحضور في طعام الغداء في قاعة الكنيسة.

أما عيد القديس نيقولاوس فقد أقامه سيادته صباح الثلاثاء في 6 كانون الأول في بلدة شرين (المتن) بحضور عدد من أبناء الرعية وجوارها.

 
Banner