للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رسالة رعويّة للمتروبوليت سلوان في الفصح |
Written by administrator2 |
Saturday, 27 April 2019 00:00 |
رسالة رعويّة للمتروبوليت سلوان في الفصح
إلى الإكليروس والمؤمنين والرهبان المحبوبين بالربّ يسوع في رعايا وأديار هذه الأبرشية الرسوليّة، خدمة عبورنا من العتاقة إلى القيامة يطلّ علينا المسيح القائم ليدعونا للانتقال من ضفّة عتاقتنا، المعشّشة فينا، إلى ضفّة الانعتاق منها، بالتحرّر منها والانطلاق في ورشة التجديد التي زرع حقيقتها في جسده الذي نحن أعضاؤه، بحيث تطال مفاعيلها الإنسانيّة قاطبة، كخميرة في العجين (متى ١٦، ٣٣). لقد شاء الربّ أن نكون خدّام هذا الانتقال أو العبور أو الفصح بين إخوتنا وأترابنا، علّنا وإيّاهم نستحقّ أجرة «الأمناء» الحكماء المستثمرين لوزناتهم بحقّ (لوقا ١٩، ١١-٢٧)، فيظهر جسد الربّ، المثخن بالجراح والثقوب، متجلّيًا بوجوه وشهادات تعكس نور الظفر في الوحدة (يوحنا ١٧، ٢٢) والمحبّة الأخويّة (لوقا ٦، ٣٥) والتآزر (أعمال ٢٠، ٣٥) والغفران (متى ٦، ١٤) والتوبة (لوقا ١٥، ١٠) والخدمة المجانيّة (متى ١٠، ٨). في هذا المسار الفصحيّ، يخال لي أنّ فرح الخادم يتجلّى بأن يصيب إخوته وأترابه من الربّ أجرة «العشّار» عندما رفعه وبرّره (لوقا ١٨، ١٠-١٤)، أو أجرة «الابن الضالّ» عندما ألبسه الثوب والخاتم والحذاء الذي للابن (لوقا ١٥، ١١-٣٢)، أو أجرة «الخراف» التي خدمته في شخص إخوته الصغار عندما أجلسها عن يمينه (متى ٢٥، ٣١-٤٦)، أو، أخيرًا، أجرة مَن يغفر ويصلي في الخفاء ويصوم مبتهجًا عندما جعهاه يقتني ذاك «الكنز» الذي لا يفسده سوس ولا صدأ (متى ٦، ١٤-٢١)، أي أبوّة الله له بقبول نعمة البنوّة له. لا شكّ أن فرح هذا الخادم، - من أجل الآخرين وليس من أجل نفسه -، يعظم عندما يتذكّر انسحاق من قال: «لم أتكلّمْ من نفسي، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصيّة: ماذا أقول وبماذا أتكلّم» (يوحنا ١٢، ٤٩)، ووصيته لنا بآن: «متى فعلتم كلّ ما أُمِرتم به فقولوا: إنّنا عبيد بطّالون، لأنّنا إنّـما عملنا ما كان يجب علينا» (لوقا ١٧، ١٠). بطبيعة الحال، ليس لهذا الخادم سوى أن يتبع في إثر المسيح، المصلوب ثم القائم، علّه يختبر بعضًا من خبرات معلّمه، فلا ينفصل عنه في مطلق الأحول، لا في الشدائد والضيقات والآلام، ولا في المجد الذي ظهر في افتدائه الإنسان على الصليب. فرحه قائم في هذا الاتّباع الحثيث، ولو بتعثّر فنهوض، فينطبق عليه القول: «إن كان أحد يخدمني فليتبعْني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يوحنا ١٢، ٢٦). كلّ خادم، أيًّا كانت درجات مسؤوليّته، أو مستويات تعبه وكدّه، قد يخطئ وقد يصيب في معرض تجسيد إرادة الله في خدمتهواستثمار وزناته. له أن تحفظه صلاة الكنيسة المنزليّة كما وصلاة الكنيسة المجاهدة والظافرة، محبّة عائلته الصغرى والكبرى وصبرها وعضدها ومسامحتها، وسعيه الشخصيّ بإيمان واتّكال وحكمة. في هذا المناخ، تنمو القيامة بين أعضاء الجسد الواحد، فتغلب فيهم كلّ وهن أصابهم، وتشفي كلّ انتفاخ أو تباهٍ أو ترفّع أو زهوٍ أو يأس وقعوا فيه، وتبعد من وسطهم كلّ شقاق وشرّ. أرجو، في القيامة، أن يحفظ الربّ خدمة أبناء الكنيسة وخدّامها مضيئة بالإيمان الذي لديهم بالعامل فينا أن نريد وأن نعمل من أجل كلّ برّ وصلاح وخير وبناء وافتقاد وتعزية وتنشئة وخلاص (فيلبي ٢، ١٣)، فيستمرّ الجميع معًا شمعة مضاءة في درب عبورنا إلى قيامة، كما وعبور أترابنا في المجتمعات والبلدان التي نخدمها ونشهد فيها. أضمّ صوتي إلى صوت سلفي، صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس، كما وإلى صوت إكليروس هذه الأبرشية وأبنائها للهتاف وإيّاكم بفرح: المسيح قام! حقًّا قام! الداعي لكم،
+ سلوان مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
|