Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home An Nahar Articles An Nahar Archives An Nahar 2013 الله والإنسان 08/24/2013
الله والإنسان 08/24/2013 Print Email
Saturday, 24 August 2013 00:00
Share

الله والإنسان   

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 08/24/2013

georgekhodr الإنسان توق لا إلى أوهام ولكن إلى وعد والوعد هو الله نفسه. والله آت. انه فيك وأمامك وفي غدك. كان حضوره الحقيقي الأول بمسيحه وهو عائد به في اليوم الأخير وهو يبث ذاته في كل يوم بك. اقتبله ما دمت يقظًا. وهو حاضر في كل زمان فيك تشاؤه له.

 وهو لا يأتيك الا بالحب وبه يتجلّى فيك. اسهر على ان يكون ساكنا فيك لئلا تتصحّر. لا تنخدع بأنك تأتي من ذاتك. اذا لم تمتد إلى فوق تنطوي أي تنتحر داخليا. تُق دائما لتنوجد. أحببه يحبك اذ يعطيك أكثر مما تعطيه. لا تتأمّل بما تظن انك تحويه. ثق انك فقير وانك تأخذ منه ما طلبت. يصير لك هذا ان آمنت انه يغنيك.

وأنت تستغني فقط به. ان ادركت هذا تخسر فقرك وتقيم فوق. بهذا الفقر العظيم تشعر انك مقيم في السماويات، «حرّ بين الأموات» مكمل ناسوتك. الألوهة تصبح ساكنة فيك إلى ان يبدو وجهك وجه إله.
أنت مدعو إلى ان ترث الله نفسه أي كلّ ما فيه من قوى. لست شيئا عظيما ان تقت إلى ما هو دون الله. هذا لا يشبع شوقك إلى الحق. واعلم ان ليس من حق خارج الله وما هو اليه. السماوات ليست فوق. ما هي بمكان. هي في روحك اذا امتدت أو اقامت في الرب الذي هو مسكنها لأنك ان سكنتك المحبة تكون ساكنا في الله. أنت لا تتوق إلى اوهامك، تتوق إلى موجود تنوجد به. يقال انك ساكن في السماء. معنى هذا انك ساكن في ربّك.
ربك هو المحبة نفسها. هي اسمه. ليس لها وجود خارجا عنه. من قال انه يحيا يقول ان الله فيه أو هو في الله. لأن الله اذا رفعنا اليه يكون في حق ساكنا فينا اذ ليس له مدى الا القلوب.
ان أنت تحوّلت من محب إلى ان تندمج بالمحبة ذاتها تكون قد استدعيت الرب ليجعلك مسكنا له. أنت فيه وهو فيك لأنه هكذا يشاء. وأنت تحقق إنسانيتك ان أردت ما أراد.
أنت مدعو بحضور الله فيك وليس له أفق آخر. كل رؤية أخرى هي من هذا العالم لكن ربك يريد ان تراه هو لا ان ترى العالم. كل ما تختبره في العالم غاية الله منه ان يدنيك اليه. هو يريدك متشبها به لكي يرى ان وجهك إطلالة من وجهه عليك. واذا رآك وجهه لا يبقى فاصلا بين الوجهين.

اذ ذاك، لا يعوزك شيء لأنك تكون قد فهمت ان ربك في كل شيء وانت به تحب ما يحب وتقيم حيث يقيم.

Last Updated on Saturday, 24 August 2013 10:05
 
Banner