Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home An Nahar Articles An Nahar Archives An Nahar 2013 الإنسان الجديد 09/07/2013
الإنسان الجديد 09/07/2013 Print Email
Saturday, 07 September 2013 00:00
Share

 الإنسان الجديد   

 بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 09/07/2013

Metropolitan GEORGE قد يشيخ الانسان في شبابه ويحيا في شيخوخته كثافة روحية. ليست الأعمار بشيء أو الفتوة نعمة. نحن نوعية وجود وعمق كيان. العتاقة هي الخطيئة فقط والتجدد ممكن في كل مرحلة من العمر. ما أتفه الكثير من الشباب الذين يعطون قيمة للحمهم. الحياة فجر اليوم الآتي بالتوبة. الأعمار بيولوجية فقط ليس فيها مضمون. الأعمار بما ينزل عليها من الأبدي.

 تشترط سن لأصحاب المناصب. هذا افتراض نضج لكن نابوليون فتح ايطاليا وهو في العشرينات. الحياة العظيمة تنزل عليك نعمة ولا علاقة لها باللحم والعصب. أنت تكوين الله ولست وليد امك وان لم تكن منذ مولدك سماويا لن تصير ذلك ما لم تحل عليك نعمة تنعشك من جديد ذلك ان الله يحتاج ان يقيم فيك متى شاء وتكون السماء لا أمك قد ولدتك. في إنجيل يوحنا يقال انك مولود السماء أو مولود من جديد. يحار في هذا المترجمون. ليس الفتى دائما شقيا ولا الشيخ بالضرورة ناضجا. أنت تصير انسانا سويا ان ولدتك السماء. مولدك من امك ليس بشيء.

ليس الانسان مجرد ثمرة لتاريخه الشخصي. انه انصباب قوى تنزل عليه أو ترده من هنا ومن هناك. الانسان سر لكونه فريدا. الفرد لا ينتج نسخة عنه. ليس في الشجرة ورقة تطابق اخرى في حجمها. هذا ما نعنيه بكلمة حرية. من هذه الزاوية صح ان نقول عن الانسان انه خالق. هو لا يجتر. حتى اذا كرر قول آخر يبقى في كلامه شيء من ذاته. يبقى على الأقل الصوت أو الاداء وهما ينقلان معنى وللمعنى دائمًا طابع شخصي. ما يبدو موضوعيا يحمل دائما طابعا ذاتيا نبرة تأتي من الشخص، من خلفياته العاطفية أو الدينية، من تاريخه وتاريخ مكوناته.
اذا قلنا ان الانسان حي لا نريد فقط نموه البيولوجي. نريد تحول ذاته الحاصلة كل يوم في أي اتجاه يختاره. الانسان روح، ارادة عيش، توق ويكون سويا اذا تاق إلى الصالحات الباقيات. من اتى فقط من زمانه لا من فوق أسير زمانه.
ممكن بفضل الله ان يبقى الانسان طوال عمره على حيوية الشباب وعلى قدسية خياراته. ممكن للانسان الا يحول شيخوخته إلى عتاقة. ممكن له الا يهترئ بتكرار خطاياه، ان يخرج منها بتوبة صادقة.
الجدة الكاملة نبلغها في الحياة الابدية. ولكن لنا ان نذوق الجدة هنا. هذه سيرة يومية وجهد دائم. الجدة الا تعتق والعتاقة تراكم اشيائك التي اهترأت. الانسان الجديد من صنعه ربه كذلك. هذا لا علاقة له بالسن. هذا بُعد عمق. الله وحده لا عتاقة فيه. أنت تحل من ماضيك القديم والجديد. القوة الروحية أنت عليها ان انصهر قديمك بالجديد الذي تريده.

الآن هو ان الله فيك. بهذا المعنى ليس الله في ما انقضى منك. هو فعله الدائم الرابط بما مضى منك وما هو كائن وما يجيء. التوبة هي عينا ان تنسى ماضيك وتقيم في الله الحال فيك اليوم. عمل الرب فيك انه يفرغك مما ليس هو فيك ليصبح كل شيء فيك.

Last Updated on Saturday, 07 September 2013 11:01
 
Banner