للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
الشجاعة 11/19/2011 |
![]() |
![]() |
Saturday, 19 November 2011 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 11/19/2011 العلاقة البشرية علاقة شجاعة أو علاقة خوف. اما علاقة الشجاعة فتأتي من ايمان الانسان بقوته أو حقه. غير ان الايمان بالحق لا يقودنا دائما الى الجبه ولو قادنا الى الشهادة التي لا تحتاج دوما الى قوة بشرية بل الى يقين يقول لك المؤمن ان الله الذي فيك يدافع عنك ولو قاد هذا الدفاع الى هدر دمك.
بولس الرسول قال في رسالته الى أهل رومية: "كونوا رجالاً تقووا" وحثّ قبله المعلّم في طرق مختلفة على الشهادة أمام الملوك والولاة وفي المحاكم والواضح ان حياته كانت صدامية من بدء بشارته حتى موته. والتلاميذ نلمس شجاعتهم أمام اليهود وامام الأمم ومعظمهم استشهد ومن بعدهم أقبل الى الموت ملايين المؤمنين خلال ثلاثة قرون وكأن لهم ألفة مع النار أو الزيت المغلي أو الأسود لأنهم كانوا ينتظرون شيئا أفضل. كانت الحياة عندهم حياة مع المسيح وهذه السبيل اليها احيانا كثيرة الاستغناء عن هذه الحياة الدنيوية.
***
ومع أن المحبة تطرح الخوف خارجًا على ما يقول يوحنا في رسالته الأولى الجامعة لا يحس الخائف المحب انه يستطيع المقاومة واحيانا يخسر قضيته في السجال أو بعضها. يحصل هذا كثيراً في مجتمعات تتكل كثيراً على الكيد.
***
يبقى السؤال كيف نزيد مساكين الأرض قوة حتى يغالبوا الشر في هذا العالم وحتى يبدو ملكوت الله بدوا ولا يختفي. هنا يأتينا قول المخلص: "كونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام". صعوبة العيش ان بعض الناس حيات وبعضهم حمائم. كيف نقود الأشرار الى الوداعة وكيف نربي الودعاء على شيء من معرفة الفخاخ التي ينصبها البعض حتى يزول أثرها. اذا كان الرسول قال: "المحبة تصدق كل شيء" هل عنى انك انت تظن كل من بادرك بالكلام انسانا سليما؟ لا أظن ذلك لأن بولس نعرف انه كان ذا تدبير رعائي في هذه المدينة وتدبير آخر في مدينة أخرى ويعرف كيف يواجه والي فلسطين مستخدما الحجة من القانون الروماني. "المحبة تصدق كل شيء" لا بد ان تعني انها قادرة احيانا على الاقتناع بأن الكاذب يمكن ان يصدق فتصدقه. وفظاعتنا احيانا ان نظلم انسانا صادقا. هذا جرح له ويكون قد اقتبله ربه بين التائبين وانت لم تقتنع. هل يندم على صلاحه وتكون انت رصفته من جديد بين الخاطئين. |
Last Updated on Saturday, 19 November 2011 12:57 |
|