Share  الأحد 15 حزيران ٢٠٢٥ العدد 24
أحد جميع القدّيسين النبي عاموس، البار إيرونيمُس
اللحن 8، الإيوثنيا 1
كلمة الراعي
سلسلة الكلمة الإلهيّة المتكاملة الأنوار
نسل جديد ظهر في العنصرة. ليسوا هم من مشيئة لحم ودم، بل ولدَتهم الكلمة الإلهيّة. يتميّز هذا النسل بكونه يحمل الكلمة التي أُلقيت إليهم وأَنمَوها فيهم وصارت سنبلًا فقمحًا بلغ ثلاثين وستّين ومئة ضعف. منذ أن تلقَّوا الكلمة وآمَنوا بها، باتوا يأتون منها وليس من أحد أو شيء آخر، فلا يأتون من والدِيهم أو ذويهم أو عشيرتهم أو عصبيّاتهم أو أرضهم أو ممتلكاتهم أو إنجازاتهم. تمثَّلوا قول الربّ ولم يقعوا تحت طائلته: «مَن أَحَبّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي فلا يستحقّني، ومَن أَحَبّ ابنًا او ابنةً أكثر منّي فلا يستحقّني» (متّى 10: 37). منذ أن تلقَّوا الكلمة وآمَنوا بها، باتوا حاملين لها. إيّاها يدرسون وبها يتأمّلون، منها ينطلقون وإليها يعودون، بها ينطقون ويكرزون، ولها يُعلنون ويُعلون، عليها يتّكلون ويبنون، على أساسها يُربّون ويُنشئون، بها يقدِّسون ويتقدّسون، في محكمتها يَمثُلون وتحت سقفها يقفون. أطاعوها وقادوا مَن آمن بها إلى طاعتها. على هذا النحو، سعَوا إلى أن يعترفوا بالربّ قدّام أترابهم (متّى 10: 32)، حبًّا به وأمانة له وامتنانًا لنعمته. منذ أن تلقَّوا الكلمة وآمنوا بها، باتوا خُدّامًا لها. إنّها الكلمة التي بها يشفون المرضى ويطهِّرون البرص، وبها يُـخرجون الشياطين ويَطردون الأرواح النجسة، بها يَردّون البصر للعميان والحركة للمخلّعين والسمع لفاقديه والنطق للمحرومين منه. بها ينيرون الأذهان إلى المعرفة الإلهيّة، ويرعَون النفوس في سبيل الحقّ والدعة والبِـرّ، ويطهّرون القلوب من البغض والحسد بالمحبّة والغفران، ويقودون الشعوب إلى الوئام والسلام والمحبّة الأخويّة. منذ أن تلقَّوا الكلمة وآمنوا بها، باتوا هيكلًا لها. يحرّكهم روح الله فيرشدهم إلى كلّ الحقّ، إلى كلّ ما أوصانا به يسوع، يَؤمّهم في الصلاة، يَفرزهم للخدمة، ويقودهم في البرّية، ويعلّمهم أن يكونوا عبيدًا بطّالين، وأن يتمثّلوا المعلّمَ الوديع والمتواضع القلب، بحيث يتعلّمون محبّة أعدائهم ومباركة لاعنيهم والإحسان الى مبغضيهم والصلاة لأجل الذين يُسيئون إليهم ويطردونهم، حاملين صليب الربّ يسوع وتابعين إيّاه في دروب الحياة وعيش الإنجيل. هؤلاء صقلوا ذواتهم على غرار ما أَوصى يسوع: «مَن لا يأخذْ صليبه ويتبعْني فلا يستحقّني» (متّى 10: 38). منذ أن تلقَّوا الكلمة وآمنوا بها، باتوا فنّانين مبدِعين بها. فهؤلاء ليسوا تجّارًا يبيعون بضاعة غريبة عنهم، يأخذونها من مكان ويقدّمونها في مكان آخر، كالذي يتحدّث عن الفضيلة وهو لا يمارسها، أو يتحدّث عن أهميّة الصدق وهو غير صادق، أو يحمل لواء الحقّ لكنّه لا يمارسه، أو يدّعي معرفة الإلهيّات لكنّه لا يعرف الله، أو يوصي بالعفّة لكنّه لا يعرف النضال من أجلها. بخلاف التاجر، فالفنّان المبدع هو مَن أَخرج من ذاته «جُدُدًا وعُتَقًا» بفضل تحوّل كيانيّ، بفعل طاعته للكلمة. فما عاد البِـرّ والفضيلة والقداسة والعفّة والصدق وسواها منمّقات كلاميّة، بل حياة تملأ الكيان بفعل عيشه لها ونضاله من أجل أن ينطبع بها. فصار هذا «الفنّان» إلهيَّ الوحي والسلوك والطبع وأيقونةً حقيقيّة وإنجيلًا حيًّا بريشة الروح القدس، تلوّنت روحه بعمل الكلمة فيه، وكذا الأمر وجدانه وقناعاته وتصرّفاته وأقواله، وبات شُهبًا من شعاعها، ولونًا من ألوانها، ونقشًا من نقشها. هؤلاء تبعوا يسوع «في التجديد» (متّى 19: 28). منذ أن تلقَّوا الكلمة وآمنوا بها، وجد فيهم يسوعُ أهليّة ليكونوا قضاةً باسمه، بحيث يكون بإمكانه أن يُـجلسهم على كرسيّ القضاء ويعطيهم سلطانًا ليدينوا أسباطَ إسرائيل الاثنَي عشر (متّى 19: 28)، هذا لأنّهم أثبتوا أنّ مَن له هذه الأمانة يُعطى له ويُزاد نعمةً وسلطانًا وبِـرًّا. فهؤلاء استطاعوا أن يعيشوا كلمة الإنجيل في الظروف والأوضاع عينها التي عاشها أترابهم في زمانهم وصاروا على شاكلة يسوع، بخلاف الذين رأَوهم ولم يتوبوا، أو لم يؤمنوا، أو آمنوا بشِفاههم ولكنّ قلبهم بقي بعيدًا عن الله. بهذا يصير الأوّلون آخِرين والآخِرون أوّلين (متّى 19: 30) وذلك تبعًا لموقف كلّ منهم، إن أتَوا أم لا من الكلمة وآمَنوا بها، أو حملوها أو جاهدوا من أجلها. ألا بارِكْ يا ربّ مَن يعترف بك قدّامنا فيضيء علينا طريق الإيمان بك، والأمانة لكلمتك، والشهادة لك في حياتنا وسائر حقول الحياة، واتّباعك في الصلاة والخدمة والرعاية. فشكرًا لهؤلاء، سواء الذين باتوا في مصافّ القدّيسين أم الذين لم يبلغوا نور القداسة الساطع لكنّهم أحسنوا إلينا لنبلغها. + سلوان متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
الرسالة: عبرانيّين ١١: ٣٣-٤٠، ١٢: ١-٢ ـــــــــــــــــ يا إخوة إنّ القدّيسين أجمعين بالإيمان قهروا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسَدُّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدّة النار ونجَوا من حدّ السيف، وتقوَّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسَروا معسكرات الأجانب، وأَخذت نساءٌ أمواتهنّ بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يَقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا في جلود غنم ومعزٍ وهم مُعوَزون مُضايَقون مَجهودون، ولم يكن العالم مستحقًّا لهم، فكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل أن لا يَكْمُلوا بدوننا. فنحن أيضا إذ يُحدِقُ بنا مثلُ هذه السحابة من الشهود فلنُلقِ عنّا كلّ ثقلٍ والخطيئةَ المحيطةَ بسهولة بنا، ولنُسابق بالصبر في الجهاد الذي أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمِّله يسوع. الإنجيل: متّى ١٠: ٣٢-٣٣، ٣٧-٣٨، ١٩: ٢٧-٣٠ ــــــــــــــــــ قال الربّ لتلاميذه: كلّ من يعترف بي قدّام الناس أَعترف أنا به قدّام أبي الذي في السماوات. ومن يُنكرني قدّام الناس أُنكره أنا قدّام أبي الذي في السماوات. من أحبَّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي فلا يستحقّني، ومن أَحبّ ابنًا أو بنتًا أكثر منّي فلا يستحقّني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقّني. فأجاب بطرس وقال له: هوذا نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك، فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحقّ أقول لكم إنّكم أنتم الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكلّ من ترك بيوتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًّا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبديّة. وكثيرون أَوَّلون يكونون آخِرين وآخِرون يكونون أوّلين.
كيفيّة مواجهة سلطة الإقطاع التكنولوجيّ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «ليس للسلطة جوهر، بل هي ممارسة، وهي تتجلّى في الخطاب، في المعرفة، وفي النظام الذي ينتج الحقيقة» ميشال فوكو، إرادة المعرفة. لا ترتكز الحضارات على البنى التحتيّة أو المؤسّسات السياسيّة، بل على أنساق معرفيّة وخطابيّة تحدّد ما يمكن التفكير به وما يمكن قوله. اعتبر الفيلسوف الفرنسيّ الفيلسوف ميشال فوكو بأنّ الخطاب المتَّبع (Discourse) أي منظومة الأفكار والمفاهيم والممارسات اللغويّة والاجتماعيّة التي تُشكّل فهمنا لواقع معيّن وتحدّد ما يمكن قوله والتفكير به حول هذا الواقع، تُشكّل مصدر السلطة. فهذا الخطاب ليس مجرّد وسيلة تواصل فقط. العالم اليوم في عصر «الإقطاع الرقميّ» وفق Yanis Varoufakis (2020). وسلطة هذا الإقطاع هي في منظومة الأفكار والمفاهيم والممارسات اللغويّة والاجتماعيّة التي بدأت تتحوّل لتكوِّن سلطة الحوكمة الخوارزميّة، وهيمنة المنصّات الرقميّة. بدأت الحقيقة تتحوّل إلى وجهة نظر، والهويّة تضيع في غمار التحوّلات. أسس حضارتنا مهدَّدة والقيم المسيحيّة تحاصَر أكثر فأكثر. أضحى الإنسانُ مجموعةَ بيانات، ويتمّ التعاطي معه كإنسان بيولوجيّ، لا روحيّ، يتحوّل إلى مستهلك للأفكار. هذه المنظومة هي أدوات بسط النفوذ. يستهلك خطابًا أمسى منظومة أفكار وأقوال تُزعزع أسس الإيمان الأرثوذكسيّ. مسألة هي الأخطر والأهمّ. وهذا يجب أن يكون التحدّي الأبرز للرعاة الذين تتقوَّض أدوارهم وهم يُسهِمون في ذلك دون أن يعلموا. أزمتنا مع السلطة الرقميّة في أنّـها تقوِّض حريةَ الإنسان تحت مسمّاة حريّة الوصول إلى المعلومات والتعبير والتصرّف. الناس تُلقَّن خطابًا جديدًا يلغي الهدف من وجودها ومسحتها الملوكيّة. والأزمة بأنّ المؤسَّسة الدينيّة غير مدركة إلى أولويّة هذا التحدّي. الكثير من الرعاة غارقون في صراعات ما عادت تعني الناس كثيرًا. فصار الناس يرونهم عالقين في التاريخ وتحديات لا تعنيهم، مما يُصعّب مهمّتهم ويجعلهم هامشيِّين في هذا العصر. ثـمّة حاجة إلى خطاب وممارسات مسيحيّة جديدة لمجابهة هذه التحوّلات التي تهدّد أُسس الحضارة. لا يجب أن نترك أو نساعد دون أن نعلم سلطةَ العصر في تقويض الدور النبويّ لإيماننا المسيحيّ عمومًا والأرثوذكسيّ خصوصًا. فنبتعد عن هموم الناس وخطابهم ومداولاتهم، فنكون قد انتهينا. سلطة هذا العصر وفق فوكو، لا تقمع فقط، بل تُنتج أنماطًا جديدة من الطاعة والانضباط الذاتيّ. فالمراقبة الرقميّة تخلق أشخاصًا يراقبون أنفسهم ويُطوّعون ذاتهم. نمط يغتال الضمير الحيّ والتمييز الروحيّ. أسس حضارتنا تهمَّش لا بل يتمّ الاستهزاء بها. لا يمكن إغفال تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعيّ. في عصر اليوم شعوب تُباد ويتمّ تجاهل صرخات استغاثتها. على المؤسّسة الدينيّة أن تتحوّل أداة مقاومة معرفيّة وأخلاقيّة للحفاظ على إنسانيّة البَشريّ. علينا إعادة رسم أدوارنا بما يتوافق مع قِيمنا. انغلاقنا لا ينفع. ما ينفع تسطير حضور شجاع ومسؤول في حياة الناس، مسلَّحين بالتواضع المعرفيّ والحكمة الكنسيّة. ما زال هذا ممكنًا على الرغم من تراجعنا الديموغرافيّ والسياسيّ، فنحن مسلَّحون بقِيم وذاكرة ومخزون روحيّ يؤهِّلنا لعب أدوار إنقاذيّة. علينا إعادة تفعيل حضورنا في الخطاب العامّ. كلا، لسنا ولن نكون أقليّة خائفة، بل يجب أن نبقى صوت الحقّ والضمير ومخزون الإيمان. المقاومة الروحيّة ليست ترفًا، بل واجب حضاريّ وروحيّ. نحتاج إلى استعادة الإنسان كذات حرّة، لا كمُعطى بيانيّ. إلى إعادة الاعتبار للكلمة كجسر بين الأرض والسماء. ففي زمن اختلال المعايير وتشظّي المعنى، الكنيسة الأرثوذكسيّة، بإرثها العميق، هي الجهة المخوَّلة بإنقاذ المعنى نفسه، وحماية جذور الحضارة من الذبول تحت سطوة الاقطاعيّة التكنولوجيّة. الحقيقة الإلهيّة، كما يُذكِّرنا فوكو، لا تموت بقمعها، بل تموت حين لا تجد مَن يشهد لها بجرأة وإيمان.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: قوّة الله ______________ التلميذ: مَن هو الشيطان؟ المرشد: عبارة «شيطان» تعني في أصلها العبرانـيّ «خصمًا»، أو «فَرَّقَ». الشيطان هو الـمُفرِّق، والعبارة اسم جنس يتّخذ أحيانًا اسم عَلَم يُطلق على قدرة شريّرة متمرِّدة على الله ومبغِضة له، تسعى، مدفوعة بهذه الكراهيّة، إلى إيذاء الإنسان كونه على صورة الله، وإلى تشويه تلك الصورة فيه، مـمّا يؤدّي إلى تدمير إنسانيّته.
التلميذ: هل للشيطان وجود؟ المرشد: إذا كنتَ تتحدّث عن وحش له قرون وذنب مفلوق، فأعتقد جيّدًا أنّه لا يوجد إلّا في الصور. وإذا كنتَ تتحدّث عن رغبتك في صنع الشرّ، وعن اللذّة التي تجدها في ذلك، فهذا موجود. هل هذا أنت وحدك، أم أنّه موحى لك من قوّة موجودة خارجًا عنك؟ الناحية الشريرة التي تحسّها في كيانك، وما تشعره من رداءة في نفسك، هل يأتي ذلك من أرواح شريرة؟ كثيرون يعتقدون بذلك. على كلّ حال، فأنتَ غاضب ضدّ ذاتك، ناقم عليها، أنتَ منقسِم، مُفرَّق. هذا الانقسام إنّما هو الشيطان.
التلميذ: ولكن نرى اليوم هناك النزعة الحاضرة إلى إنكار الشيطان! المرشد: في الماضي كان البشر يميلون إلى رؤية الشيطان في كلّ شاردة وواردة، وأن يَنسُبوا إلى عمله المباشر كلّ شرّ ومرض وويل. أمّا اليوم، وقد شاعت ذهنيّة جديدة تتّسم بالتنقيب عن الأسباب الطبيعيّة لمختلف الظواهر، وازداد من جرّاء ذلك تحكّم الإنسان في سياق الطبيعة والحياة، فقد تفشّت نزعة مضادة إلى إنكار وجود الشيطان، بحيث يُنْسب إلى أسباب طبيعيّة أو خلقيّة كلّ ما كان سابقًا يُنسَب إليه.
التلميذ: كيف علينا نحن المسيحيّين أن نتصرّف بوجود الشيطان؟ المرشد: ينبغي أن لا ندع فكرة الشيطان تستحوذ علينا. إنّ مَن كان مأخوذًا بمحبّة الله له ومشغولًا بخدمة الله لا يكاد يجد الوقت ليفكّر بـ»الخصم». ولكنّه، إلى ذلك، يعرف أنّه، على حدود منطقة النور التي فيها يحيا ويتحرّك، تتربّص قوّة مظلمة ينبغي درء هجماتها الدائمة الاحتمال، وينبغي، أكثر من ذلك، الجهاد لإرغامها على التراجع كي تتّسع باستمرار فينا، وفي الكون قاطبة، بتعاوننا مع قوّة الله الظافرة، رقعة الملكوت النورانيّ.
أبرشيّة أميركا الشماليّة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوم السبت الواقع فيه 24 أيار، اجتمع المؤمنون الأرثوذكس الأنطاكيّون في هاليفاكس-كندا، للاحتفال بتكريس كنيسة القديس أنطونيوس الكبير الأرثوذكسية ببركة وحضور راعيها المتروبوليت سابا (اسبر)، وبمشاركة راعي أبرشية طرابلس والكورة المتروبوليت افرام (كرياكوس). الجدير بالذكر إنّ مبنى الكنيسة كان لرعية أنغليكانيّة منذ سنة 1914، ومن ثم أُضيفت الحنية إلى هيكلها والقبة إلى سقفها وبرجَي الأجراس إلى مدخلها الغربيّ، فتحولت إلى واحدة من أجمل الكنائس الأرثوذكسيّة المزيّنة في كندا، وجدرانها متألّقة بأيقونات دير باناخراندوس في ميغارا-اليونان، والأعمال الخشبية المنحوتة من دير رقاد السيدة في حماطورة، والأقمشة من أخويّة سيدة البشارة في دير القديسة كيرياكي في لوترو-اليونان. وفي ختام القداس الإلهي، مُنحت أوسمة لأعضاء مجلس الرعية السابقين وأعضاء لجنتَـي البناء والمال لخدمتهم. كما كرّم المطران سابا ومجلس الرعية المتقدّمَ في الكهنة مكسيموس (صيقلي)، الذي خدم الرعية بأمانة منذ عام ١٩٩١. لا يُمثّل التكريس تقديس مبنى فحسب، بل احتفالًا بشعبٍ ضحّى بحياته في حبّ الله وكنيسته.
تراتيل أرثوذكسيّة إنكليزيّة بالتدوين البيزنطيّ التقليديّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قام الدير الرومانيّ الأرثوذكسيّ في جزيرتَـي إيونا ومول - سكوتلندا بتجميع ونشر مجموعة الموسيقى الليتورجيّة باللغة الإنكليزيّة على الإنترنت بمباركة رئيس أساقفة رومانيا الأرثوذكسية في بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية. يوفّر المشروع إعدادات موسيقيّة كاملة لجميع أجزاء القداس الإلهيّ، مصحوبة بتسجيلات صوتيّة لتسهيل التعلّم. مـمّا قاله رئيس الأساقفة أثناسيوس: «لا يتجلّى جمال الأرثوذكسيّة من خلال الكلمات فحسب، بل وخصوصًا من خلال ترديدها، الذي يُعدّ صلاةً قيّمة». هذا و«إنّ تقديم هذا الترديد أيضًا باللغة الإنكليزيّة هو شكل من أشكال المحبّة التبشيريّة». ووفقًا للدير، تُمثّل هذه المبادرة «هديّة ثمينة للرعايا الأرثوذكسيّة في الشتات، وللشباب الأرثوذكسيّ، وللمرتّلين الراغبين في استخدام اللغة المحليّة، ولكلّ مَن يسعى إلى توحيد الوفاء لتقاليد الكنيسة مع التكيّف التبشيريّ في سياق ثقافّي مختلف». |